الرئسية صوتيات

الخميس، 21 يناير 2016

@ لـــــــــــــــقـــــــــــــــــــاء الجمـــــــــــــــــــعــــــــــــة @

  • لقاء الجمعة
  • اللقاء العشرون من لقاءات الجمعة مع فضيلة الشيخ عبيد الجابري والذي كان 3 ربيع الثاني 1436هـ
  • الشيخ:
  • نص اللقاء:
  • الشيخ: الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
    أما بعد:
    فقد بانَ لكم ما فيه العبرة والذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد، من خلال ما أبانهُ أخونا وصاحبنا الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري-وفقه الله-من مَكرِ الخوارج، ونكايتهم بأهل السُنة وإن أظهروا نصرتهم، لعلكم حفظتم قول أبي يزيد الخارجي الذي تظاهر بنُصرة أهل السُنة ومناصرتهم على الرافضة بني عُبيد، ثم قال لهم حين لاحت لهُ بوارق النصر، وبوادر النصر انكشفوا، قال لأصحابه: (انكشفوا)؛ يعني دعوا أهل السنة فريسةً للرافضة، وقد حصل ما حصل.
    هاهي الآن داعش وجماعة النصرة والخوارج، بشتّى أصنافهم مُحارِبة وَقَعدية نهاية أمرهم هذا، هذا الأمر النكاية بأهل السُنة، وتفريق جماعتِهم، واستباحة دمائهم وأعراضهم، فاحذروا واعتبروا يا أولي الألباب.
    إن ما أبانهُ أخونا وصاحبنا في خطبتِه التي أبلغ فيها وأوجز، في بيان حقائق هؤلاء الخوارج، هم أسلاف داعش ومن لفَّ لفّهم، وسار سيرهم، وسلك سبيلهم، فلا تغرّنكم مظاهرهم، بل وخير زاجر ما وصف به النبي-صلى الله عليه وسلم- أسلاف القوم من أنهم سُفَهَاءُ ْأَحْلَامِ  سفهاء أحلام، حُدَثَاءُ أَسْنَانِ، يَقُولُونَ بقول مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّة، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ‏‏لَا يُجَاوِز تراقيهم، وقبل أن أبدأ ما حضرته لأحاديث جلسة هذا اليوم والتعليق عليها أقول: البيعة بيعتان:
    بيعة صفق اليد على اليد، والمُشافهة، وهذه قد تمت لخادم الحرمين الملك سَلمان بن عبد العزيز أيدّه الله، بعد رحيل أخيه الملك خادم الحرمين، عبدالله بن عبد العزيز-رحمه الله- وكذلك تمت البيعة لولي عهد خادم الحرمين الملك سلمان، تمتّ لأخيه ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز- وفق الله الجميع وأصلح بهما العباد والبلاد-، وهذه البيعة تمت ببيعة أهل الحلِّ والعقد، التي أُعلِنَ عنها البارحة.
    بقيَّ نحنُ، فالبيعة منا بهذا الوصف الذي قدمته آنفًا فرضُ كِفاية، ومن ومن طَلَبها منهُ وليّ الأمر، سواءً كانوا جماعات أو أفرادًا تعينت عليهم، وصارت فرض عين في حقهم.
    البيعةُ الثانية: بيعةُ الإعتقاد، وهي إعتقادُ أن وِلايتيّ، الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده مقرن بيعةٍ شرعيّة، هذه فرضُ عين على كل رجل وإمرأة، ومن باتَ مِنا ليس فيهِ بيعة بهذا، ومات فقد مات وميتتهُ ميتةٌ جاهليّة، فوصيتنا لجميع المسلمين، الذكور والإناث أن يعتقّدوا هذه البيعة وأنها شرعية في أعناقهم أمانة يُسألون عنها يوم القيامة.
    كما نوصي جميع المسلمين والمسلمات ألا يصغوا إلى من يُهوّن في هذا الأمر، ويُزّهدُ فيه، ويُشكك فيه من الخوارج القعدية والمُتحزبة، والرافضة فإن من إستجاب لهم فقد خان الله ورسولهُ وقد خان المؤمنين، وعصى الله في قولهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال27]، فتيّقظوا يا معشر المُسلمين والمُسلمات، رجالكم شَبابكم شِيوخكم كهولكم، ذكوركم وإناثكم، فالبيعة الشرعيّة إنعقدت في رقابكم، شأتم أم أبيتم، فاستعينوا بالله، وكونوا جماعة المسلمين، فإنهُ لم تكن في الأرضِ اليوم- حسب علمي- مُسلمون لهم جماعةٌ وإمام إجتمعوا هم وإمامهم على الإسلام والسُنة، إلا هذا البلد، فإنهُ منذُ تأسس هذا البلد -أعني دولتهُ -على الإسلام والسُنة بدءًا من دعوة الإمام المُجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمهُ الله- ومناصرة الأمير الإمام محمد بن سعود-رحمه الله- إلى اليوم وهذا البلد على الإسلام والسُنة، ولا عِبرةَ بمن شَذّ ممن يرفعون عقيرتهم، بموافقة الخوارج المُحاربة، تصريحًا أو تلميحًا، وقد ذكرت لكم صناديدهم، وكُبرائهم وقادة الفكر فيهم، في مواطن مُتعددة، أرى أنهُ يُغني عن إعادتهِ هُنا.
    والآن إلى ما حُضِرُ من الأحاديث، لِقراءة هذا اليوم، تفضّل.

    القارئ: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آلهِ وصحبه ومن والاه، أما بعد:
    قال الإمام البُخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب المغازي، باب غزوة خيبر)، قال حدَّثنا قُتيبة، حدثنا يعقوب عن أبي حازم، عَن سَهلٍ بنِ سعدٍ السَّاعديِّ رَضِيَ اللهُ عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ التَقَى هُوَ وَالمُشرِكُونَ فَاقتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسكَرِه، وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسكَرِهِم، وَفِي أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لا يَدَعُ لَهُم شَاذَّةً وَلا فاذّة إِلا اتبعَها يَضرِبُها بِسَيفِهِ، فَقيلَ : مَا أَجزَأَ مِنَّا اليَومَ أَحَدٌ كَمَا أَجزَأَ فُلان . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّه مِن أَهْلِ النَّارِ.فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : أَنَا صَاحِبُهُ. قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ،كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسرَعَ أَسرَعَ مَعَهُ، قَالَ : فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرحًا شَدِيدًا ،فَاستعجَلَ المَوتَ ،فَوَضَعَ سَيْفِهِ بِالأَرضِ وَذُبَابَهُ بَينَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيفِهِ فَقَتَلَ نَفسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَشهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ الذِي ذَكَرتَ آنِفًا أَنَّه مِن أَهلِ النَّارِ فَأَعظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلتُ أَنَا لَكُم بِهِ، فَخَرَجتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرحًا شَدِيدًا، فَاستَعجَلَ المَوتَ، فَوَضَعَ نَصلَ سَيفِهِ في الأَرضِ وَذُبَابَه بَينَ ثَديَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيهِ فَقَتَلَ نَفسَه.
    فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِندَ ذَلكَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعمَلُ عَمَلَ أَهلِ الجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِن أَهلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعمَلُ عَمَلَ أَهلِ النَّارِ فِيمَا يَبدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِن أَهلِ الجَنّةِ». 
    حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: شَهِدْنَا خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ : " هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمّا حَضَرَ الْقِتالُ قاتَلَ الرَّجُلُ قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ . حتَّى كَثُرَتْ بِهِ الجِرَاحَةُ، فكادَ بعضُ الناسِ يرتابُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلاَنٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: «قُمْ يَا فُلاَنُ، فَأَذِّنْ أَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ». تَابَعَهُ مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ.
    الشيخ: في هذين الحديثين فوائد، يجب أن يتأملها كل مسلم ومسلمه سمعهما أو قرءهما:
    الفائده الأولى: عَلمٌ من أعلام نبوة محمد -صل الله عليه وسلم- فقد وقع في الرجل أو الرجلين ما أخبر به أنه من أهل النار، وذلك أن كل منهما قتل نفسه، هذا على القول بتعدد الوقائع- والله أعلم.
    الفائده الثانيه: وجوب الإيمان بكل ما جاء به محمد- صل الله عليه وسلم- وأنه وحي الله إليه، سواءًا كان ما جاء به قرآنًا أو سُنة صحَّ بها النقل عنه، وأن ذلك حقٌ على حقيقته، قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ﴾ [سورة النجم] وقال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا [ الحشر:7] إلى غير ذلكم من الآيات الكثيرة في التنزيل الكريم، وأعلموا أنَّ ما جاء به النبي صل الله عليه وسلم- في كتاب ربه أو صحَّ بهِ النقل عنه من حديثهِ، ثلاثة أنواع أحدها الأوامر، والثاني النواهي، و الثالث الأخبار.
    فيجبُ إذن فعل الأوامر، واجتناب النواهي، وتصديق أخباره صلى الله عليه وسلم- سواءًا كان ذلك مما يُشاهد، أو من علم الغيب مثل أسمائه وصفاته، وما أخبر عنه فيما مضى من الأمم، وفيما يستقبل من أمر هذه الأمة، وما يحصل فيها، كل ذلك يجب اعتقاد أنه حقّ على حقيقته، يجب أن يُصان عن الخيالات الباطلة والظنون الكاذبة، فمن طَعَن في هديٍ من هديهِ صلى الله عليه وسلم- فقد انحرفَ من السُنّة إلى البدعة -شاء أم أبى- أحدث في دين الله ما لم يكن منه.
    الثالثة: أن قتل النفس، قتل المرء نفسه من كبائر الآثام والذنوب، وقد سمعتم في الخُطبة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم- خلاصتها أن من قتل نفسه بشيء هو في يده يقتل به نفسه يوم القيامة في النار، وفي هذا ردّ على من يسوّغ العمليات الانتحارية، نحر الرجل نفسه، والآخر نحر نفسه، ومع هذا هما في النار، مع أنهما من المجاهدين المُبلينَ بلاءً حسنًا في أعداء الله، فلم ينفعهم ذلك، لم ينفعهم ذلك كله حبطت أعمالهم هذا من أحاديث الوعيد، أهل السُنة يمرونها على ظاهرها، ولا يؤولونها كي تكون أبلغ في الزجر وأوقع في النفس، فنقول كماقال الرسول صلى الله عليه وسلم- من قتل نفسه هو في النار وحبط عمله، يقال للزجر ليس على سبيل الجزم.
    الفائدة الرابعة: إبطال الموازنات. والموازنات ملخصها ذكر الحسنات إلى جانب السيئات كي تغوص السيئات في بحر الحسنات، يعني وقت الرد، وهذا باطل، يردّه الكتاب والسُنة والإجماع، إجماع أهل السُنة. فهذان الحديثان إلى جانب أحاديث مستفيضة إن لم تكن متواترة، ومنها إن رَجُلًا أَصابه سَهْمٌ عائِرٌحال ظهور الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أظن من غزوة تبوك أو خَيْبَرَ، أصابه سَهْمٌ عائِرٌ: يعني من المشركين، (فقيل: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ )، فقال رسول اللهصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إني أرى الشَّمْلَةَ الَّتِي غلها تستعر عَلَيْهِ نَارًا».
    وهذه القاعدة الشنيعة الباطلة المخالفة للكتاب والسُنّة والإجماع، هذه من إفرازات قاعدة المعذرة والتعاون، وهي قاعدة جماعة الإخوان المسلمين الضَآلة المُضلّة السياسية، فليست دعوة الإخوان المسلمين تنطلق من كِتابٍ ولا سُنّة، بل هي من قاعدة المعذرة والتعاون ينضوي تحتها كل منتسب إلى الإسلام من النِحل الضآلّة كالخوارج و الرافضة، ولهذا كبار المُنَظّرين عندنا يذهبون إلى الصفّار ويُقَبلونَ رأسهُ، حسن بن موسى الصفار البغيض الخبيث المقيت اللعين، -إن شاء الله- يُقبلون رأسه! ويواكلونه و يشاربونه، و في بعض الدول المجاورة وزارة الشؤون الإسلامية عقدت دورة للأمة والخطباء ودعوا حسن الصفار ضمن المتكلمين! هذه قاعدة الاخوان المسلمين، وهم في الحقيقة خوّانٌ للكتاب والسُنّة وجماعة أهل السُنّة، دعوتهم سياسية ومقدمهم ذو الخُوَيْصرة الذي نقم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قسمة بعض الغنائم و قال (اعْدِلْ يَا مُحَمَد) في روايه (اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ)و القصة معلومة مشهورة، وخطيبنا -جزاه الله خيرا- أشار إليها، وعبّر عنها باختصار وقد أسلفت لكم الكلام في مواطن متعددة فليراجعها من شاء .
    الخامسة أن الأعمال بالخواتيم، فمن خُتِم لهُ بِخير، رُجيَّ لهُ، من كانت خاتمته حَسَنه رُجيَّ لهُ خَير، ومن كانت خاتمته سَيئة خِيفَ عليهِ، وهذه عقيدة أهل السُنة والجماعة، فإنهم لا يقطعون لأحدٍ مات على القِبلةِ موحدًا بجنةٍ أو نار، لكنّ يَرجون للمُحسِن الثواب، ويخشون على المُسيئ من العقاب، أنا قلت (مُوحِدًا) وهذه في أصول السُنة للإمامِ أحمد- رحمهُ الله- قال: "وَمَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ اَلْقِبْلَةِ مُوَحِّدًا يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُسْتَغْفَرُ لَهُ وَلَا يُترك الدُعاءُ له وَلا اَلِاسْتِغْفَارُ له، لِذَنْبٍ أَذْنَبَهُ صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا، أَمْرُهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى"، هذه معنى العبارة هذا معناها حكيته لكم بالمعنى، وهي موجودة في كتاب أصول السنة له، برواية عبدوس ابن مالك العطّار تلميذ الامام أحمد -رحمه الله- مُوَحِدًا (أهل القبلة) يعني (المُصلين إلى القِبلة) و يستثنى من هذا من كان مُشركًا، فمن كان كان مشركًا، بَلَغَتهُ الحُجّة الرسالية، وقامت عليه فإنه لاينفعه مع الشرك صيامه وصلاته ولا حجه وزكاته، ولا أي عمل عمله فإن جميع أعماله حابطة، قال تعالى ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [ الزمر 65] هذا ما يَسرّ الله -سبحانه و تعالى- باختصار من التعليق على هذين الحديثين و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين، واعرضوا علينا -بارك الله فيكم- شيء من الأسئلة في خلال عشرين دقيقه .

    السؤال الأول : 
    يقول -يعني بالاختصار-: يا شيخ يسأل عن المجموعه الجمعيه يعني يدفعها كل شخص كل شهر و يأخذها أحد منهم بالقرعة، يقول ما حكم هذا؟
    الشيخ: لعلَهُ يسأل عن جمعيات المُوظفين؟ العلماء عندنا على ما أعلم على جوازها.
    القارئ: نعم.
    الإجابة:
    الجمهور عندنا فيما أعلم على جوازها.

    السؤال الثاني:
    تقول السائلة: أنا لم أصم ثلاثة أشهر من رمضان الأول بسبب الحمل والثاني والثالث كذلك بسبب النفاس، وإلى اليوم لم أقضي بسبب الفقر الذي نحن فيه، تقول سؤالي هل أستطيع أن أنوي وجبة أقدمها لضيوفي على أساس أنها إطعام مسكين أم ماذا أفعل ؟ بارك الله فيكم؟
    الإجابة:
    أقول: يا بنتي ولتعلم كل سامعة لي من المسلمات أنه الحمل وحده ليس مسوّغاً للفطر، فالذي يسوّغ الفطر ما يصاحب الحمل من هُزال أو دوار-دوخة- أو غثيان، كثرة غثيان، أو يعني ضعف الجنين بتقرير الطبيب الناصح المسلم، أنها لو صامت كان جنينها في خطر، أما مجرد أن تحمل فتُفطِر، هذا خطأ، فمن كانت كذلك يعني تفطر لمجرد الحمل، فعليها القضاء أولاً ثم التوبة والاستغفار، لأنها أفطرت دون مسوّغ، ثانياً فهمت أن الرمضانيين أو السنتين الأخيرتين الثانية والثالثة بسبب النفاس، وهذا صريح عبارتها أليس كذلك؟
    القارئ: نعم يا شيخ.
    الشيخ: النفاس، نعم النفاس لا شك أنه موجب للفطر، ولو صامت الحائض أو النفساء حرم عليها ذلك وأثمت والقضاء لازم لها.
    ثالثًا أنتِ قلتِ أي وجبة أقدمها لضيوفي على أنها اطعام مسكين، هذا خطأ، الضيف غير والمسكين شيء، يعني أنتِ تحاولين- بارك الله فيك- أن تجمعين بين أمرين مختلفين، الضيف من يمر يسمى ضيف، قد يكون مسكيناً وقد يكون غير مسكين، تُقدم له الضيافة، والمساكين أناس حولكِ تُطعمين كل مسكين وجبة من أوسط ما تأكلون في بلدكم، وجبة إفطار أو غداء أو عشاء، حسب استطاعتكِ، فإذن عليكِ بالنسبة للسنتين الأخيرتين اطعام ستين مسكين، فإذا ضممتي إليها الأولى يصير تسعين مسكين، التسعين مسكين هذه يعني تسعين وجبة، فلا تطعمي مسكين واحد ثلاث وجبات، لا، بل تسعين، وإن عرفتِ من الموثوقين لديكِ جماعة أو فرداً يعرف المساكين، وتعطينه دراهم يشتري به طعاماً لهم فلا بأس بذلك -إن شاء الله-، والله أعلم.
    القارئ: يقول كأنها تشتكي الفقر في سؤالها.
    الشيخ: حسب استطاعتها، وإذا كانت لا تستطيع يبقى ديناً في ذمتها، متى أيسرت، تُكَفِر.

    السؤال الثالث :
    رجل في الطواف ومعه طفله يقول في وسط الطواف ذهب بابنه ليقضي حاجته، فهل إذا عاد يبدأ الطواف من جديد أو يواصل ؟ 
    الشيخ: من الذي يقضي حاجته؟
    القارئ: الطفل.
    الإجابة:
    الطفل، طوافكم صحيح إن شاء الله، تبني من حيث وقفت تبدأ. نعم.

    السؤال الرابِع:
    يقول السائل في بلاه، يقول: عندنا في المسجد الإمام يقول بأن الله في كل مكان، يقول هل يجوز أن أصلي خلفه ؟ جزاكم الله خيراً.
    الإجابة:
    لو سمعته ما صليت خلفه ! إلا إذا أكون أن أُصلي خلف أبي جهل هذه عقيدة الحلول وهي كُفر لكنكم ناصحوه، لعله أخذ هذا عن علماء السوء حوله، وبينوا له أن هذه عقيدة الجهمية عقيدة الحلول وهي كفر، فإن انتصح فبها ونعمة،فهو أخوكم أنتم منه وهو منكم، وإن أبى فلا تُصلوا خلفه.

    السؤال الخامس:
    سائل من السويد، يقول: لقد أصابني مرض في شعري وجلدي يؤدي إلى تساقط شعر الرأس والوجه وقد حاولت العلاج في بلدي ولكن الأطباء عجزوا عن العلاج، وسمعت بوجود علاج في الهند، لكن ذكر لي أنه لا يمكن العلاج إلا يحلق الشعر كله، ومنه شعر اللحية، فهل يحل لي حلق اللحية من أجل العلاج؟ وجزاكم الله خيرا.
    الإجابة:
    توفير اللحية واجب وإعفاؤها واجب، فلا أستطيع أن أقول لك إحلق اللحية، إذا تساقطت هي من نفسها ثم كان العلاج فلا بأس، أما أن تُحلق في هذه الساعة لا أستطيع أن أُفتيك بجواز حلق لحيتك، والله أعلم.

    السؤال السادس:
    يقول: قرأت في بعض شروحات العمدة أنه يُسن صلاة ستة ركعات بعد الجمعة بتسليمتين، فهل هذا ثابت وكيف أداؤها بتسليمتين؟
    الإجابة:
    ست ركعات بتسليمتين؟ أنا لا أعرف هذا، والذي وقفت عليه من هدي النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يُصلي بعد الجمعة ركعتين أو أربعًا بتسليمتين، كل ركعتين بتسليمة، أو ركعتين، والله أعلم.

    السؤال السابع:
    كأنه عندهم استشكال في أحد شروحكم لكتاب التوحيد، يقول: قلتم حفظكم الله  في الحديث إثبات المحبة من جانب الرب ومن جانب الله، يقول: فنرجوا من فضيلتكم مزيد توضيح.
    الإجابة:
    ما أظن هذا في كتاب التوحيد، ما أدري إلا إذا ذُكرت استطرادًا لكن مظنتها العقيدة الواسطية، يذكرها أهل العلم عند قوله تعالى:
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [ المائدة:54] هذا محبة من جانب الله لهؤلاء وهي من جانبهم لله- عز وجل- وكذلك يدل لهذا قوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ﴾ [ آل عمران: 31] انظر ﴿تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ﴾ محبة من الجانبين، فالله - سبحانه وتعالى- يُحِب ويُحَب، يُحِبُ أولياؤه وأولياؤه يحبونه، وهذا بخلاف ما يقوله بعض مُتحذلقة المتصوفة " الشأن أن تُحِب لا أن تُحَب" هذا ليس بصحيح، يرده القرآن الكريم والسنة الصحيح وأئمة أهل السنة مجمعون على هذا.
    الشيخ عبد الله البخاري: ياشيخنا، كأن هذا الأخ استشكل اللفظة وردت وهي ظنها إما سبق لسان منكم حفظكم الله، أو تصحيفُ سمع منه، فيقول السائل أنكم قلتم حفظكم الله ينسب هذا إثبات المحبة من جانب الرب ومن جانب الله، الرب والله يعني.
    الشيخ: قلت من جانب الله؟  من جانب الله ومن جانب العبد، لكن من جانب الرب ومن جانب الله، ما أدري.
    القارئ: لعلها سبق لسان.
    الشيخ: أو حصل أثناء التفريغ لا أدري أنا بعيد العهد من هذا لكن إن كان من كلامي فأنا راجِعٌ عنه لما قررتهُ آنِفًا.
    القارئ: وهذا هو نقول السياقُ واضح، السياقُ واضِح، ولو حصل فهو سبق لسانٍ بيّن أو تصحيف سمعٍ من السامِع، احتمال.

    السؤال الثامن:
    النساء يسألن: هل يصففن من يمين المسجد أو من خلف الإمام أثناء الصلاة؟ يعني في يمين الصف يبدأن أو خلف الإمام من الوسط يبدأون يعني من وسط الصف؟
    الإجابة:
    أنا لا أعلم شيئًا، الظاهر أن صف النساء مثل صف الرجال، صف واحد يعني، لكن بالنسبةِ للنساء التأخر وبالنسبةِ للرجال التقدُم، هذه المسألة واضِحَة، المقصود أ،َّ انساء يصففنَ إذا كُنَّ في جماعة المُسلمين المُصلين في المسجد يصففنَ كما يصفّ الرجال.

    السؤال التاسع:
    يقول: بعضهم يقول لم ينعقد الإجماع على ضلال داعش، فنرجو دحض هذه الشُبهة، وجزاكم الله خيرا؟
    الإجابة:
    هذا لا يقولهُ أبدًا إلا خارجي، هواهُ هواهم، أو جاهل من أتباع كُل ناعق، والإجماعُ منعقدٌ على فسق الخوارِج، كل خارجي هو فاسِق بإجماع المسلمين أعني المُحارِبة، الخوارج المُحارِبَة، وداعش خوارِج مُحارِبَة، وعُلمائنا أئمتنا مُنعَقد إجماعهم على هذا، الخِلاف في التكفير، وقد قُرأَ عليكم أقوال من يُكفر الخوارج وأدلتهُ، وأنا في الحقيقة أميلُ إلى هذا وأكاد أجزم بهِ، لا يشترط الإجماع مدام دلّت النصوص، لكن الإجماع مُنعقِد.
    الشيخ عبد الله البخاري: أقصد شيخنا هذا السائِل عندما يقول لم ينعقد الإجماع على ضلالهم، يعني هل لم ينعقد الإجماع على ضلال داعش لا يلزم ولا يجوز أن يُقال، لا يُقال بضلال قومٍ أو فرقةٍ لابُدّ أن ينعقد الإجماع، هذا قول من لا يعرف العلِم.
    الشيخ عبيد: أنا قلت الإجماع بالنسبة للخوارِج عامّةً، أما داعِش فعلمائُنا الذين هُم عُلمائُنا يُضللونهم.
    الشيخ عبد الله: ثم يا شيخ أقوالهم وتقريراتُهُم في مواقعِهِم وما ينشرونهُ من كتاباتٍ لهم، أعني صناديد الجماعة هذه، الضآلة الخارجية، تُقرر مذهب الخوارِج، لا تُفارق الخوارِج في تقريرِ مسألة، تقريرهم تقرير الخوارِج، ويستبيحون من المؤمنين ما تستبيحهم الخوارج في المسلمين، وعمدوا إلى آياتٍ نزلت في المنافقين فأعملوها في المؤمنين، فلم يختلفوا عن أسلافهم الخوارِج قيدَ اُنمُلَة، فهم كذلك ولا يُشتَرَط الإجماع.
    الشيخ: أقول أهلُ السُنة عندهُم قاعِدة يُشارِكهم حتى بعضُ طوائِف المُبتَدِعَة وهو أنَّ العِبرَة بعموم اللفظِ لا بخصوص السبب، فالنبي- صلى الله عليهِ وسلم- ذكر في سُنته قاعدة الخوارج من هم؟ سمعتموها في الخُطبة،وسمعتموها في كلامنا أنفًا، وسمعتموها كثيرًا على ألسن الكثير من أهل العلم، فضلال داعش هذا الإجماع من علماء الحق منعقدٌ على أنهم خوارج، وكما تقرر وقرر أخونا الشيخ عبدالله لا يشترط الإجماع، يعني لو إشترط الإجماع في كل مسأله ما صفت إلا مسائل قليلة جدًا، فأهل السنة، أعني الأئمة والعلماء، يمشون على القواعد التي دل عليها الكتاب والسنة ويدخلون الجزئيات ضمنها.
    الشيخ عبد الله: شيخنا أقول هذا خليفتهم المزعوم هذا البغدادي يصف حكام هذه البلاد بأنهم آل سلول، يعني -والعياذ بالله- يُوجَب قتالهم ويحرض الناس على الخروج عليهم فمقالُه موجود ومنشور وصوتي، وتقريره تقريرهم، خوارج تمامًا، فلا يغالط في هذا، إلا كما قال الشيخ إنما يعني خارجٌ قعدي أو أنه مغفل.

    السؤال العاشر:
    يقول السائل: ذهبت إلى المسجد لأصلي صلاة العصر ولكن وصلت متأخرا وقد انتهوا، وقاموا لصلاة الجنازه فهل أصلي صلاة الجنازه أو الفريضة، جزاكم الله خيرا؟
    الإجابة:
    الأمر فيه سعه، فإن شئت صليت الجنازة، لأن الجنازة تفوت ثم صليت فرضك، وإن شئت تركت الجنازة، وصليت فرضك، لأن صلاة الجنازة فرض كفاية.

    السؤال الحادي عشر:
    يقول السائل: عندي مالٌ في البنك في أوروبا ومرّ عليه السنة الآن، وأنا في الجامعة الإسلامية هل أنتظر حتى أرجع إلى بلادي في العطلة؟ ولمن أزكيه، وجزاكم الله خيرًا.
    الإجابة:
    زَكّي الآن مادامت مرت عليه سنة وجبّت عليك الزكاة، وأخرجها في الفقراء والمساكين من ذوي أقاربك، وما فاض عن ذوي أقاربك إن كان المال كثيرًا فعلى الفقراء والمساكين من جيرانك المسلمين.

    وبهذا القدر نكتفي من الحديث معكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هناك 3 تعليقات: