الرئسية صوتيات

الخميس، 31 ديسمبر 2015

أقوال علماء المالكية في حكم الإحتفال بأعياد الكفار

إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
] يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون [
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
] يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً[

                                                                 أما بعد                                                  

أقوال علماء المالكية في حكم الإحتفال بأعياد الكفار


أقوال علماءالمالكية في حكم الإحتفال بأعياد الكفار
قال الشيخ العلامة أ بو عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدريالفاسي المالكي الشهير بابن الحاج (المتوفى: 737هـ):
(فَصْلِّ فِي ذِكْر بَعْض مَوَاسِمأَهْل الْكتاب) ...الْكَلَامُ عَلَى الْمَوَاسِمِ الَّتِي اعْتَادَهَا أَكْثَرُهُمْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا مَوَاسِمُ مُخْتَصَّةٌ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، فَتَشَبَّهَ بَعْضُ أَهْلِ الْوَقْتِ بِهِمْ فِيهَا، وَشَارَكُوهُمْ فِي تَعْظِيمِهَا، يَا لَيْتَ ذَلِكَ لَوْ كَانَ فِي الْعَامَّةِ خُصُوصًا، وَلَكِنَّك تَرَى بَعْضَ مَنْ يَنْتَسِبُ إلَى الْعِلْمِ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي بَيْتِهِ وَيُعِينُهُمْ عَلَيْهِ وَيُعْجِبُهُ مِنْهُمْ،وَيُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ فِي الْبَيْتِ مِنْ كَبِيرٍ وَصَغِيرٍبِتَوْسِعَةِ النَّفَقَةِ وَالْكِسْوَةِ عَلَى زَعْمِهِ، بَلْ زَادَ بَعْضُهُمْأَنَّهُمْ يُهَادُونَ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي مَوَاسِمِهِمْ، وَيُرْسِلُونَإلَيْهِمْ مَا يَحْتَاجُونَهُ لِمَوَاسِمِهِمْ فَيَسْتَعِينُونَ بِذَلِكَ عَلَىزِيَادَةِ كُفْرِهِمْ، وَيُرْسِلُ بَعْضُهُمْ الْخِرْفَانَ وَبَعْضُهُمْالْبِطِّيخَ الْأَخْضَرَ وَبَعْضُهُمْ الْبَلَحَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكُونُفِي وَقْتِهِمْ، وَقَدْ يَجْمَعُ ذَلِكَ أَكْثَرُهُمْ، وَهَذَا كُلُّهُ مُخَالِفٌ لِلشَّرْعِ الشَّرِيفِ.
<قول الإمام مالك رحمه اللهتعالى:> وَمِنْ الْعُتْبِيَّةِ قَالَ أَشْهَبُ:قِيلَ لِمَالِكٍ: أَتَرَى بَأْسًا أَنْ يُهْدِيَ الرَّجُلُ لِجَارِهِ النَّصْرَانِيِّ مُكَافَأَةً لَهُ عَلَى هَدِيَّةٍ أَهْدَاهَا إلَيْهِ؟ قَالَ: مَا يُعْجِبُنِي ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 1]الْآيَةَ.
<تعليق الإمام ابن رشد على كلامالإمام مالك رحمه الله تعالى:> قَالَ ابْنُ رُشْدٍ -رَحِمَهُ اللَّهُتَعَالَى- قَوْلُهُ: مُكَافَأَةً لَهُ عَلَى هَدِيَّةٍ أَهْدَاهَا إلَيْهِ إذْ لَايَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ هَدِيَّةً؛ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْ الْهَدَايَا التَّوَدُّدُ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«تَهَادَوْا تَحَابُّوا وَتَذْهَبْ الشَّحْنَاءُ»، فَإِنْ أَخْطَأَ وَقَبِلَ مِنْهُ هَدِيَّتَهُ وَفَاتَتْ عِنْدَهُ فَالْأَحْسَنُ أَنْ يُكَافِئَهُ عَلَيْهَاحَتَّى لَا يَكُونَ لَهُ عَلَيْهِ فَضْلٌ فِي مَعْرُوفٍ صَنَعَهُ مَعَهُ.
<قول آخر للإمام مالك رحمه اللهتعالى:> وَسُئِلَ مَالِكٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ -عَنْ مُؤَاكَلَةِ النَّصْرَانِيِّ فِي إنَاءٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: تَرْكُهُ أَحَبُّ إلَيَّ، وَلَايُصَادِقُ نَصْرَانِيًّا.
<تعليق الإمام ابن رشد على كلامالإمام مالك رحمه الله تعالى:>
قَالَ ابْنُ رُشْدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ- الْوَجْهُ فِي كَرَاهَةِ مُصَادَقَةِ النَّصْرَانِيِّ بَيِّنٌ؛ لِأَنَّ اللَّهَعَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22] الْآيَةَ.فَوَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُبْغِضَ فِي اللَّهِ مَنْ يَكْفُرُ بِهِ وَيَجْعَلُمَعَهُ إلَهًا غَيْرَهُ وَيُكَذِّبُ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ -، وَمُؤَاكَلَتُهُ فِي إنَاءٍ وَاحِدٍ تَقْتَضِي الْأُلْفَةَبَيْنَهُمَا وَالْمَوَدَّةَ فَهِيَ تُكْرَهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِنْ عَلِمْتطَهَارَةَ يَدِهِ. وَمِنْ مُخْتَصَرِ الْوَاضِحَةِ:سُئِلَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ الرُّكُوبِ فِي السُّفُنِ الَّتِي يَرْكَبُ فِيهَاالنَّصَارَى لِأَعْيَادِهِمْ؟ فَكَرِهَ ذَلِكَ مَخَافَةَ نُزُولِ السُّخْطِعَلَيْهِمْ لِكُفْرِهِمْ الَّذِي اجْتَمَعُوا لَهُ.
<قول آخر للإمام ابن القاسم رحمهالله تعالى:> قَالَ: وَكَرِهَ ابْنُ الْقَاسِمِلِلْمُسْلِمِ أَنْ يُهْدِيَ إلَى النَّصْرَانِيِّ فِي عِيدِهِ مُكَافَأَةً لَهُ.وَرَآهُ مِنْ تَعْظِيمِ عِيدِهِ وَعَوْنًا لَهُ عَلَى مَصْلَحَةِ كُفْرِهِ. أَلَاتَرَى أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَبِيعُوا لِلنَّصَارَى شَيْئًامِنْ مَصْلَحَةِ عِيدِهِمْ لَا لَحْمًا وَلَا إدَامًا وَلَا ثَوْبًا وَلَايُعَارُونَ دَابَّةً وَلَا يُعَانُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِمْ؛ لِأَنَّذَلِكَ مِنْ التَّعْظِيمِ لِشِرْكِهِمْ وَعَوْنِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ وَيَنْبَغِيلِلسَّلَاطِينِ أَنْ يَنْهَوْا الْمُسْلِمِينَ عَنْ ذَلِكَ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍوَغَيْرِهِ لَمْ أَعْلَمْ أَحَدًا اخْتَلَفَ فِي ذَلِكَ انْتَهَى. وَيُمْنَعُ التَّشَبُّهُ بِهِمْ كَمَاتَقَدَّمَ لِمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»وَمَعْنَى ذَلِكَ تَنْفِيرُ الْمُسْلِمِينَ عَنْ مُوَافَقَةِ الْكُفَّارِ فِيكُلِّ مَا اخْتَصُّوا بِهِ. وَقَدْ كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -يَكْرَهُ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِمْ، حَتَّى قَالَتالْيَهُودُ: إنَّ مُحَمَّدًا يُرِيدُ أَنْ لَا يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًاإلَّا خَالَفَنَا فِيهِ. وَقَدْ جَمَعَ هَؤُلَاءِ بَيْنَالتَّشَبُّهِ بِهِمْ فِيمَا ذُكِرَ وَالْإِعَانَةِ لَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْفَيَزْدَادُونَ بِهِ طُغْيَانًا، إذْ أَنَّهُمْ إذَا رَأَوْا الْمُسْلِمِينَ يُوَافِقُونَهُمْأَوْ يُسَاعِدُونَهُمْ، أَوْ هُمَا مَعًا كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِغِبْطَتِهِمْبِدِينِهِمْ، وَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ، وَكَثُرَ هَذَا بَيْنَهُمْ.أَعْنِي الْمُهَادَاةَ حَتَّى إنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ لَيُهَادُونَبِبَعْضِ مَا يَفْعَلُونَهُ فِي مَوَاسِمِهِمْ لِبَعْضِ مَنْ لَهُ رِيَاسَةٌ مِنْالْمُسْلِمِينَ فَيَقْبَلُونَ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَيَشْكُرُونَهُمْوَيُكَافِئُونَهُمْ. وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْكِتَابِ يَغْتَبِطُونَ بِدِينِهِمْوَيُسَرُّونَ عِنْدَ قَبُولِ الْمُسْلِمِ ذَلِكَ مِنْهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ أَهْلُصُوَرٍ وَزَخَارِفَ فَيَظُنُّونَ أَنَّ أَرْبَابَ الرِّيَاسَةِ فِي الدُّنْيَامِنْ الْمُسْلِمِينَ هُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ وَالْمُشَارُ إلَيْهِمْفِي الدِّينِ، وَتَعَدَّى هَذَا السُّمُّ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَسَرَىفِيهِمْ فَعَظَّمُوا مَوَاسِمَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَتَكَلَّفُوا فِيهَاالنَّفَقَةَ. راجع كتاب المدخل لابن الحاج (2/ 46)
[فَصْلٌ مِنْ المواسم مَا يفعلوه فِيمَوْلِدِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام] وَمِنْ ذَلِكَ مَا يَفْعَلْنَهُ فِيمُوَافَقَةِ النَّصَارَى فِي مَوْلِدِ عِيسَى - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- مَعَ أَنَّهُ أَخَفُّ مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. لَكِنَّ اتِّخَاذَ ذَلِكَعَادَةً بِدْعَةٌ، وَهُوَ أَنَّهُنَّ يَعْمَلْنَ صَبِيحَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِعَصِيدَةً لَا بُدَّ مِنْ فِعْلِهَا لِكَثِيرٍ مِنْهُنَّ وَيَزْعُمْنَ أَنَّ مَنْلَمْ يَفْعَلْهَا، أَوْ يَأْكُلْ مِنْهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَشْتَدُّ عَلَيْهِالْبَرْدُ فِي سَنَتِهِ تِلْكَ وَلَا يَحْصُلُ لَهُ فِيهَا دِفْءٌ وَلَوْ كَانَعَلَيْهِ مِنْ الثِّيَابِ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ وَمَعَ كَوْنِ فِعْلِهَابِدْعَةً فَالشَّاهِدُ يُكَذِّبُ مَا افْتَرَيْنَهُ مِنْ قَوْلِهِنَّ الْبَاطِلَوَالزُّورَ فَكَأَنَّهُنَّ يَشْرَعْنَ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِنَّ نَعُوذُبِاَللَّهِ مِنْ الضَّلَالِ. انظر المدخل لابن الحاج الفاسي (2/ 5
وفي كتاب: "المعيار المعرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب" تأليفالشيخ أبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي المتوفى بفاس سنة 914هـ
[الاحتفال بفاتح السنة الميلادية] وسئل أبو الاصبغ عيسى بن محمد التميليعن ليلة ينير التي يسمونها الناس الميلاد ويجتهدون لها في الاستعداد، ويجعلونهاكأحد الأعياد، ويتهادون بينهم صنوف الأطعمة وأنواع التحف والطرف المثوبة لوجهالصلة، ويترك الرجالُ والنساءُ أعمالهم صبيحتها تعظيماً لليوم، ويعدونه رأس السنةأترى ذلك أكرمك الله بدعة محرمة لا يحل لمسلم أن يفعل ذلك، ولا أن يجيب أحداً منأقاربه وأصهاره إلى شيء من ذلك الطعام الذي أعده لها؟ أم هو مكروه ليس بالحرامالصراح؟ أم مستقل؟ وقد جاءت أحاديث ماثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيالمتشبهين من أمته بالنصارى في نيروزهم ومهرجانهم وأنهم محشورون معهم يوم القيامة.وجاء عنه أيضاً أنه قال: "من تَشَبه بقوم فهو منهم" فبين لنا أكرمك اللهما صح عندك في ذلك ان شاء الله؟ فأجاب: قرأت كتابكهذا ووقفت على ما عنه سألت وكل ما ذكرته في كتابك فمحرم فعله عند أهل العلم. وقدرويت الأحاديث التي ذكرتها من التشديد في ذلك ورويت أيضاً أن يحيى بن يحيى الليثيقال: لا تجوز الهدايا في الميلاد من نصراني ولا من مسلم، ولا إجابة الدعوة فيه،ولا استعداد له، وينبغي أن يجعل كسائر الأيام، ورفع فيه حديثاً إلى النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال يوماً لأصحابه :"إنكم مستنزلون بين ظهراني عجم فمن تشبهبهم في نيروزهم ومهرجانهم حُشر معهم" قال يحيى وسألت عن ذلك ابن كنانة،وأخبرته حالنا في بلدنا فأنكر وعابه وقال: الذي يثبت عندنا في ذلك الكراهية، وكذلكسمعت مالكا يقول: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم حشرمعهم". نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للملكة المغربية سنة 1401هـ -1981م (ج1/ ص: 180)

<قول الشيخ العلامة ابْنُ حَبِيبٍالأندلسي المالكي: > قال: لَا يُقْضَى بِالْإِخْطَارِ فِيالْأَعْيَادِ وَإِنْ كَانَ فِعْلُهُ مُسْتَحَبًّا فِي أَعْيَادِ الْمُسْلِمِينَ،وَيُكْرَهُ فِي أَعْيَادِ النَّصَارَى كَالنَّيْرُوزِ، وَلَا يَجُوزُ لِمَنْفَعَلَهُ وَلَا يَحِلُّ لِمَنْ قَبِلَهُ لِأَنَّهُ مِنْ تَعْظِيمِ الشِّرْكِ،قُلْت فَلَا يَحِلُّ قَبُولُ هَدَايَا النَّصَارَى فِي أَعْيَادِهِمْلِلْمُسْلِمِينَ، وَكَذَا الْيَهُودُ وَكَثِيرٌ مِنْ جَهَلَةِ الْمُسْلِمِينَ مَنْيَقْبَلُ مِنْهُمْ ذَلِكَ فِي عِيدِ الْفَطِيرَةِ عِنْدَهُمْ وَغَيْرَهُ. منحالجليل شرح مختصر خليل (7/ 47
<قول الشيخ المحقق أبو عبد اللهمحمد بن أحمد عليش المالكي> مِنْ الْمُدَوَّنَةِ قَالَ مَالِكٌ:لَا يُكْرِي مُسْلِمٌ دَابَّتَهُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَهُوَ يَعْلَمُأَنَّهُمْ لَا يَرْكَبُونَهَا إلَّا لِأَعْيَادِهِمْ أَوْ لِكَنَائِسِهِمْ، أَوْيَبِيعُ مِنْهُمْ شَاةً يَعْلَمُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ إنَّمَا يَذْبَحُونَهَالِذَلِكَ. التاج والإكليل لمختصر خليل (7/ 540)
<جواب العلامة ابن رشد على حكم بيع اللعبالمصنوعة في رأس السنة> وسئل ابن رشد عن جواز بيع الملاعبالمصنوعات في النيروز كالزيافات وشبهها وفي حيلة ثمنها؟ فأجاب: لا يحل عملشيء من الصور ولا بيعها ولا التجارة فيها والواجب منعهم منه. نشر وزارة الأوقافوالشؤون الإسلامية للملكة المغربية سنة 1401هـ - 1981م (ج:1/ص: 69)
 المصدر 

الأحد، 27 ديسمبر 2015

جديد حكم قول جمعة مباركة

[ تحذير الساجد من بدعة منع الصبيان من المساجد ]

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد:ومما ينكر من المسلمين على من يحضرون الصبيان الي المساجد وهدا خلاف السنة واليك اخي المسلم بعض احاديث رسول الله صلى علي وسلام الحديث الاول

عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس. فإذا سجد وضعها وإذا قام حمله البخاري ومسلم وغيرهما
2- ما ثبت من لعب الحسن أو الحسين – رضي الله عنهما – على ظهره. من حديث عبد الله بن شداد عن أبيه الحديث .. إلى قوله صلى الله عليه وسلم : { فكل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته } الأمام أحمد، والنسائي، وقال الأرناءوط صحيح الإسناد.
3- أنه صلى الله عليه وسلم قال: { إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه}. البخاري وغيره
4- وذكر أيضا حديث الربيع بنت معوذ قالت (أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم. قالت: فكنا نصومه بعد ونصوّم صبياننا ( الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد) ونجعل لهم اللعبة من العهن (فنذهب به معنا) فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عن الإفطار). الحديث في البخاري، والزيادة بين القوسين لمسلم، وكلامها صحيح.
5- عن عائشة رضي الله عنها قالت: اعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشاء حتى ناده عمر: قد نام النساء والصبيان…الحديث البخاري
6- عن أبي بريدة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر ثم قال: { صدق الله { إنما أموالكم وأولادكم فتنة} رأيت هذين فلم أصبر ( حتى قطعت حديثي ورفعتهما)} ثم أخذ في خطبته. رواه الإمام أحمد، وأبو داود واللفظ له والزيادة للترمذي. وغيرهم. وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم.
7- عن أبي بكرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جانبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، ويقول: { ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين} رواه البخاري
وهذه أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الأمة، وأورعها، وأخشاها لله، فلا حجة لمن قال بأن الصبيان يشغلون عن الخشوع، لأنه ولو كان كذلك، لنهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إحضارهم، كما أمر بإزالة الأعلام كما في البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فقال { شغلتني أعلام هذه اذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانيته} والأنبجانية: الغليظ من الصوف. فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الأعلام أشغلته عن الصلاة، بينما كان يحضر الصبية كأمامة، وهي كما ذكر لم تبلغ الفطام بعد.
ورد على حجة من منع الصبيان من حضور المساجد، وذكر أن ليس لهم دليل إلا دليلا واحد وهو { جنبوا مساجدكم صبيانكم } وذكر أن هذا الحديث ضعيف، ومخالف لأحاديث صحيحة فلا يحتج به.
ومن حجج المانعين، أن الطفل قد يبول فينجس المسجد، ولم يخفى هذا الأمر على الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلا لكان قد أنقص في الرسالة… وحاشاه ذلك صلى الله عليه وسلم { إن هو إلا وحي يوحى}، وإن بال في المسجد، فلنا من قصة الأعرابي (وهو رجل بالغ مميز، إلا أنه جهل وليس صبي غير مميز، أو في بداية التمييز وجاهل أيضا) فأمر صلى الله عليه وسلم بأن يسكب على موضع بوله ماءا.
ورد على هذه الحجة بقوله: ومصيبة أهل زماننا أنهم يهتمون ويجتهدون في الشكليات التي ليست من الدين أكثر من اهتمامهم في أصول الدين ومهماته…فهم يخافون على المسجد وبسطه وفرشه من الأوساخ والنجاسات ولا يخافون على عقول وقلوب أبنائهم من النجاسات والانحرافات والضلالات بمنعم وإبعادهم عن المساجد…الخ

السبت، 26 ديسمبر 2015

جديد لا يغتر الإنسان بصلاحه كلمات من نور

الـتَّذكِرة بـِبـعْضِ السُّـنَن الـمُطَّهـرة .

السلام عليكم ورحمة الله 
بسم الله الرحمن الرحيم

الاضطجاع على الشق الأيمن بعد سنة الفجر .

▪️قال العلامة ابن القيم :

وكان يضطجع بعد سنة الفجر على شقه الأيمن هذا الذي ثبت عنه في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها - .

[زاد المعاد ٣١٨/١]

▪️والحديث هو عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : « كان النبي ﷺ  إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن ».

[أخرجه البخاري ١١٦٠]


▪️وعنها قالت :
« أن النبي ﷺ كان إذا صلى سنة الفجر، فإن كنت مستيقظة حدثني، و إلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة ».

[أخرجه البخاري ١١٦٠]

  @ فائدة :

▪️قال العلامة ابن القيم :
وفي اضطجاعه على شقه الأيمن سـر، وهو أن القلب معلق في الجانب الأيسر، فإذا نام الرجل على الجانب الأيسر استثقل نوماً؛ لأنه يكون في دعة واستراحة فيثقل نومه، فإذا نام على شقه الأيمن، فإنه يعلق ولا يستغرق في النوم؛ لقلق القلب وطلبه مستقره وميله إليه .

[زاد المعاد ١٣٢/١]

ــــــ ❁ ❁❁ ❁ ــــــ
قناة الدليمي العلمي في تليجرام 


https://telegram.me/addlaymial3lmiya

من مخالفات مواسم الاختبارات


         

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:

فإن الاختبارات النهائية على الأبواب ولذلك رأيت التنبيه على بعض ما يقع فيها من بعض المخالفات الشرعية التي لا يقتصر ضررها على ابنائنا أو بناتنا فقط بل تشمل الأسر والمجتمع وذلك من باب الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
فمنها التساهل بالغش والتعاون عليه من قبل الطلاب أنفسهم أو من قبل المعلمين والطلاب أو من قبل مكاتب خدمات الطلاب والله - ﷻ- يقول: {وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
والغش من الآثام الكبيرة لقول النبي -ﷺ-:
«من غشنا فليس منا».
فهذه البراءة من النبي -ﷺ- تقتضي أن العمل الموصوف بذلك من الكبائر وليس من الصغائر والعياذ بالله

فلا يجوز الغش ولا التعاون عليه ولا تسميته تعاوناً وإحساناً ومساعدة فإن تسمية الحرام بالاسم الطيب لا يجعله حلالاً.
ومنها اختراع بعض الأدعية الخاصة بالمذاكرة وعند الفراغ من المذاكرة وعند تسلم ورقة الأسئلة وعند تسليم ورقة الإجابة وعند الخروج من قاعة الاختبار فهذه الأدعية من البدع والمحدثات لأن تخصيص الدعاء لغرض معين يحتاج إلى دليل شرعي وهذه الأدعية لم يرد فيها دليل أنها تخصص لهذه الأوقات والأحوال.

ومن قال إنها مشروعة في هذه الأوقات أو أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها فقد كذب على الله وعلى رسوله -ﷺ- .
ومنها الاستعانة على المذاكرة بالوسائل المحرمة أو الضارة  فمن الوسائل المحرمة تعاطي الحبوب المنشطة بدعوى الاستعانة بها على السهر والجد والاجتهاد فإن الحبوب المنشطة تضر متعاطيها أضراراً بالغة فهي إن أعطت نشاطاً مؤقتا لكن تصاحبها الوساوس وضيف الصدر والارق ويتبعها التخدير والفتور والنبي -ﷺ- نهى عن كل مسكر ومفتر كذلك هي طريق واسع إلى تعاطي المخدرات بأنواعها والعياذ بالله فيجب الحذر منها وممن يروجها وإبلاغ الجهات المسؤولة عنهم.
ومن الوسائل الضارة الإكثار من شرب مشروبات الطاقة وقد قرأنا وسمعنا أن الإكثار منها يسبب كثيراً من الأمراض الخطيرة.
والحفاظ على الصحة من المطالب الشرعية.

فالاستعانة الصحيحة هي الاستعانة بالله تعالى كما قال تعالى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
والاستعانة بالصبر وبالصلاة كما قال تعالى:
 (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
وبرياضة الجسم والمذاكرة وقت النشاط وبإجمام النفس عند حاجتها للنوم والراحة وبالأغذية الطيبة المباحة والاعتدال فيها.
ومنها رشوة الطالب أو ولي أمره لبعض المعلمين لطلب النجاح أو رفع المعدل ، وهذه الرشوة قد تكون صريحة واضحة وقد تكون مغلفة بصورة هدية أو وليمة وضيافة أو تقديم خدمة معينة وفي الحديث:
«لعن رسول الله -ﷺ- الراشي»
 والمرتشي فهي من كبائر الذنوب والعياذ بالله، وما انتشرت الرشى في مجتمع إلا ضعف وهلك.

ومن المخالفات الشرعية والمفاسد الاجتماعية ظاهرة التفحيط بعد الخروج من قاعات الامتحان ولا يخفى عليكم الأضرار البالغة لهذه الممارسات الخطيرة فقد ذهبت بسببها أرواح لا تعد ولا تحصى إضافة إلى الخسائر المادية وتعطيل الطرق وإزعاج الناس في بيوتهم، كما أنها فرصة يستغلها أصحاب النزوات والشهوات والشذوذ الجنسي لتصيد الصغار والعياذ بالله. فأكدوا على أطفالكم وأبنائكم بضرورة سرعة العودة إلى البيوت بعد الاختبارات وتابعوهم وتعاونوا مع الجهات المعنية في القضاء على هذه الظاهرة السيئة.
ومن المخالفات الشرعية إهانة كتب العلم برميها في الطرقات والمزابل وتعريضها للدهس والتدنيس، وهي كتب علم لها حرمتها وفيها كلها أو أكثرها ذكر الله تعالى فحقها التوقير والتقدير والاحترام فإذا انتهت حاجتك إليها فسلمها للمدرسة حتى تتعامل معها التعامل المناسب.

إن التعبير عن الفرح بانتهاء الاختبار لا يجوز بحال أن يكون تعبيراً بأمر محرم بل إذا كانت هذه نعمة فاشكر الله عليها بما يرضيه لا بما يغضبه.

نسأل الله تعالى أن يوفق أبناءنا وبناتنا في اختباراتهم وأن يرزقهم العلم النافع والعمل الصالح والدرجات العالية في الدنيا والآخرة.

كتبه/د.علي بن يحيي الحدادي
           ١٤٣٧/٣/١٤هـ
www.haddady.com

الخميس، 24 ديسمبر 2015

حكم الإحتفال بذكرى المولد النبوي



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
     فلا يخفى ما ورد في الكتاب والسنة من الأمر بإتباع ما شرعه الله ورسوله، والنهي عن الإبتداع في الدين، قال تعالى: " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ " آل عمران: 31، وقال - تعالى -: " اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ " الأعراف: 3، وقال - تعالى -: "وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ " الأنعام: 153، وقال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ أصدَقَ الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها "، وقال صلى الله عليه وسلم: " مَن أَحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، وفي رواية لمسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".
    وإن مِن جُملة ما أََحدَثَهُ الناس من البدع المنكرة "الإحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول"؛ وهم في هذا الإحتفال على أنواع:
    • فمنهم من يجعله مُجرد اجتماع تُقرأ فيه قِصة المولد، أو تُقدَّم فيه خُطب وقصائد في هذه المناسبة.
    • ومنهم مَن يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ويقدمه لمن حَضَر
    • ومنهم مَن يُقيمُهُ في المساجد
    • ومنهم مَن يقيمه في البيوت
    • ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر، فيجعل هذا الإجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء، أو أعمال شركية كالإستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم وندائه والإستنصار به على الأعداء وغير ذلك.
وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة بعد القرون المفضلة بأزمان طويلة.
    فأول من أحدثه الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري، كما ذكره المؤرخون كابن كثير وابن خلكان وغيرهما.



    وقال أبو شامة: وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره.
    قال الحافظ ابن كثير في "البداية" (13/137) في ترجمة أبي سعيد كوكبوري: (وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به إحتفالاً هائلاً... إلى أن قال: قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى... إلى أن قال: ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم) اهـ.
    وقال ابن خلكان في "وفيات الأعيان" (3/274): فإذا كان أول صَفَر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المتجملة، وقعد في كل قبة جوق من الأغاني، وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي، ولم يتركوا طبقة من تلك الطبقات (طبقات القباب) حتى رتبوا فيها جوقاً. وتبطل معايش الناس في تلك المدة، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم... إلى أن قال: فإذا كان قبل يوم المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً زائداً عن الوصف وزَفَّهَا بجميع ما عنده من الطبول والأغاني والملاهي، حتى يأتي بها إلى الميدان... إلى أن قال: فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة. اهـ.
    فهذا مبدأ حدوث الإحتفال بمناسبة ذكرى المولد، حدث متأخراً ومقترناً باللهو والسرف وإضاعة الأموال والأوقات، وراء بدعة ما أنزل الله بها من سلطان. والذي يليق بالمسلم إنما هو إحياء السنن وإماتة البدع، وأن لا يَقْدم على عملٍ حتى يعلم حكم الله فيه.
    هذا؛ وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بِشُبَهٍ أوهى من بيت العنكبوت، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي:
1 – دَعْوَاهُم أنَّ في ذلك تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم.
    والجواب عن ذلك أنْ نقول: إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي، والإحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم؛ لأنه معصية. وأشد الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة – رضي الله عنهم -، كما قال عروة بن مسعود لقريش: (يا قوم! والله لقد وفدت على كِسْرَى وقَيْصَر والملوك، فما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً r، والله ما يمدون النظر إليه تعظيماً له)، ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً، ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه.
2 – الإحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان.
    والجواب عن ذلك أن نقول: الحجة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم. والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهي عن البدع عموماً، وهذا منها. وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة، وإن كثروا: "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ" الأنعام: 116، مع أنه لا يزال - بحمد الله - في كل عَصر مَن يُنكر هذه البدعة ويبين بطلانها، فلا حُجَّة بعمل من استمر على إحيائها بعد ما تبين له الحق.
    فَمِمَّن أنكر الإحتفال بهذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم"، والإمام الشاطبي في "الاعتصام"، وابن الحاج في "المدخل"، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألَّف في إنكاره كتاباً مستقلاً، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه "صيانة الإنسان"، والسيد محمد رشيد رضا ألَّف فيه رسالة مستقلة، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة.
3 - يقولون: إن في إقامة المولد إحياء لذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
    والجواب عن ذلك أن نقول: إحياء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يكون بما شرعه الله من ذكره في الأذان والإقامة والخُطب والصلوات وفي التشهد والصلاة عليه وقراءة سنته واتباع ما جاء به؛ وهذا شيء مستمر يتكرر في اليوم والليلة دائماً، لا في السنة مرة.
4 - قد يقولون: الإحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه مَلِكٌ عادل عالم، قصد به التقرب إلى الله!
    والجواب عن ذلك أن نقول: البدعة لا تُقبل من أي أحد كان، وحسْن القصد لا يسوِّغ العمل السيئ، وكونه عالماً وعادلاً لا يقتضي عصمته.
5 - قولهم: إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة؛ لأنه يُنَبِئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم!
    ويجاب عن ذلك بأن يقال: ليس في البدع شيء حسن؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "،ويقال أيضاً: لماذا تأخر القيام بهذا الشكر - على زعمكم- إلى آخر القرن السادس، فَلَم يَقُم به أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وهم أشدّ محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر؛ فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكراً لله – عز وجل –؟ حاشا وكلاَّ.
6 – قد يقولون: إن الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ينبئ عن محبته؛ فهو مظهر من مظاهرها وإظهار محبته صلى الله عليه وسلم مشروع!
    والجواب أن نقول: لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه -، ولكن ليس معنى ذلك أن نبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه؛ فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته، كما قيل:
لو كان حبك صادقاً لأطعته * * إن المحـبّ لمــن يحــب مطيع
    فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي إحياء سنته والعضّ عليها بالنواجذ ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة، ومن ذلك الإحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع. وحسن النية لا يبيح الإبتداع في الدين؛ فإن الدين مبني على أصلين: الإخلاص، والمتابعة، قال - تعالى -: " بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " البقرة: 112، فإسلام الوجه هو الإخلاص لله، والإحسان هو المتابعة للرسول وإصابة السنة.
    وخلاصة القول: أن الإحتفال بذكرى المولد النبوي بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة يجب على المسلمين منعها ومنع غيرها من البدع، والإشتغال بإحياء السنن والتمسك بها، ولا يُغْتر بمن يروِّج هذه البدعة ويدافع عنها؛ فإن هذا الصنف يكون اهتمامهم بإحياء البدع أكثر من اهتمامهم بإحياء السنن، بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً، ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده والإقتداء به، وإن كان هذا الصنف هم أكثر الناس، وإنما يقتدي بمن سار على نهج السنة من السلف الصالح وأتباعهم وإن كانوا قليلاً؛ فالحق لا يُعْرف بالرجال، وإنما يُعْرف الرجال بالحق.
    قال صلى الله عليه وسلم:" فإنه مَن يَعِش مِنكُم فَسَيَرَى اختلافاً كثيراً؛ فَعَليكُم بِسُنتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين مِن بَعدي، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة " ، فبين لنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الإختلاف، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة وكل بدعة ضلالة.
    وإذا عرضنا الإحتفال بالمولد النبوي لم نَجِد له أصلاً في سنة رسول الله r، ولا في سنة خلفائه الراشدين، إذاً فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة، وهذا الأصل الذي تضمنه هذا الحديث قد دَلَّ عليه قوله – تعالى -: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " النساء: 59. والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته؛ فالكتاب والسنة هما المرجع عند التنازع، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي؟
    فالواجب على من يفعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله - تعالى - منه ومن غيره من البدع؛ فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابه عند ربه.
    هذا؛ ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرزقنا التمسك بكتابه وسنة رسوله إلى يوم نلقاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.


الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

فصول نــافعة فـــي تربيـــة الأطفـــال



ينبغي أن يكون رضاع المولود من غير أمه بعد وضعه يومين أو ثلاثة ،
وهو الأجود ؛ لما في لبنها ذلك الوقت مِن الغِلَظ ، والأخلاط ،
بخلاف لبن مَن قد استقلت على الرضاع .
وكل العرب تعتني بذلك حتى تسترضع أولادها عند نساء البوادي كما استرضع النبي صلى الله عليه وسلم في بني سعد .
~
وينبغي أن يمنع حملهم والطواف بهم ، حتى يأتي عليهم ثلاثة أشهر فصاعداً ؛ لقرب عهدهم ببطون الأمهات وضعف أبدانهم .
~
وينبغي أن يقتصر بهم على اللبن وحده إلى نبات أسنانهم ؛
لضعف معدتهم وقوتهم الهاضمة عن الطعام ، فإذا نبتت أسنانه : قويت معدته ، وتغذى بالطعام؛ فإنَّ الله سبحانه أخَّر إنباتها إلى وقت حاجته إلى الطعام ؛ لحكمته ، ولطفه ، ورحمة منه بالأم ، وحلمة ثديها فلا يعضه الولد بأسنانه .
~
وينبغي تدريجهم في الغذاء فأول ما يطعمونهم الغذاء اللين ، فيطعمونهم الخبز المنقوع في الماء الحار ، واللبن ، والحليب ، ثم بعد ذلك الطبيخ ، والأمراق الخالية من اللحم ، ثم بعد ذلك ما لطف جدّاً مِن اللحم ، بعد إحكام مضغه أو رضه رضّاً ناعماً .
~
فإذا قربوا من وقت التكلم ، وأريد تسهيل الكلام عليهم ، فليدلك ألسنتهم بالعسل ، والملح الاندراني ! ، لما فيهما من الجلاء للرطوبات الثقيلة المانعة من الكلام ؛ فإذا كان وقت نطقهم :
فليلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده ، وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ، ويسمع كلامهم ، وهو معهم أينما كانوا ، وكان بنو إسرائيل كثيرا ما يسمون أولادهم ب عمانويل ومعنى هذه الكلمة إلهنا معنا !! ولهذا كان أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن بحيث إذا وعى الطفل وعقل علم أنَّه عبد الله ، وأن الله هو سيده ومولاه .
~
فإذا حضر وقت نبات الأسنان فينبغي أن يدلك لثاهم كل يوم بالزبد ، والسمن ويمرخ خرز العنق تمريخاً كثيراً ، ويحذَر عليهم كل الحذر وقت نباتها إلى حين تكاملها وقوتها من الأشياء الصلبة ، ويمنعون منها كل المنع لما في التمكن منها من تعريض الأسنان لفسادها ، وتعويجها ، وخللها .
~
ولا ينبغي أن يشق على الأبوين بكاءُ الطفل ، وصراخه ، ولا سيما لشربه اللبن إذا جاع ؛ فإنَّه ينتفع بذلك البكاء انتفاعاً عظيماً ؛ فإنه يروض أعضاءه ، ويوسع أمعاءه ، ويفسح صدره ، ويسخن دماغه ، ويحمي مزاجه ، ويثير حرارته الغريزية، ويحرك الطبيعة لدفع ما فيها من الفضول ، ويدفع فضلات الدماغ من المخاط وغيره .
~
وينبغي أن لا يهمل أمر قماطه ورباطه
؛ ولو شق عليه إلى أن يصلب بدنه ، وتقوى أعضاؤه ، ويجلس على الأرض ، فحينئذ يمرَّن ويدرَّب على الحركة ، والقيام قليلاً قليلاً إلى أن يصير له ملكة وقوة يفعل ذلك بنفسه .
~
وينبغي أن يوقى الطفل كل أمر يفزعه من الأصوات الشديدة الشنيعة ، والمناظر الفظيعة ، والحركات المزعجة ؛ فإن ذلك ربما أدى إلى فساد قوته العاقلة لضعفها فلا ينتفع بها بعد كبره ، فإذا عرض له عارض من ذلك فينبغي المبادرة إلى تلافيه بضده ، وإيناسه بما ينسيه إياه ،
وأن يلقم ثديه في الحال ، ويسارع إلى رضاعه ليزول عنه ذلك المزعج له ولا يرتسم في قوته الحافظة فيعسر زواله ويستعمل تمهيده بالحركة اللطيفة إلى أن ينام فينسى ذلك ولا يهمل هذا الأمر فإن في إهماله إسكان الفزع والروع في قلبه فينشأ على ذلك ويعسر زواله ويتعذر . "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الامام ابن قيم الجوزية  تحفة المودود ص230
 
✍ قناة الدليمي العلمية: تلغرام انستقرام
تعتني بنشر فوائد صوتيات مطويات بطاقات دعوية من منبع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة
https://telegram.me/addlaymial3lmiya

بعض مفاسد الاحتفال بالمولد النبوي

إنَّ الحَمدَ للهِ نحمَدهُ ونَسْتعِينهُ ونَسْتغفِرهُ ونَعُوذُ باللهِ منْ شُرورِ أنْفُسِنَا ومِن سَيِّئاتِ أعْمَالنَا ، منْ يَهْدهِ اللهُ فَلَا مُضلَّ لَهُ ومنْ يُضلِلْ فلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهدُ أنْ لَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريْكَ لَهُ ، وأشْهدُ أنَّ مُحمَّداً عَبدهُ ورسُولهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران :102]
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء : 1]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (*) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب : 70 ،71 ]
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.وبعد ومن مفاسد الاحتفال بالمولد النبوي
١- إنه بدعة
لأنه محدث بعد القرون المفضلة وقد أجمع العلماء أنه محدث بدعة
عن عَائِشَةَ رضي الله عنهما، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ».
فهذا الحديث أن من أحدث في الدين ما ليس منه فلا يقبل منه لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وفي رواية عند مسلم « مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ».
وفيه أن من عمل ما أحدث في الدين فلا يقبل منه .
٢- الذبح لغير الله وهو شرك أكبر مخرج من الملة
قال تعالى ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر : 2]
في الآية أمر من الله بالذبح لله وحده لا شريك له
وبعض الذين يحتفلون بالمولد النبوي يذحبون لغير الله
وقد مثل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في الناقض الأول من نواقض الإسلام بالذبح لغير الله .
وقال تعالى:﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (*) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام : 162 ، 163]
﴿ وَنُسُكِي ﴾ أي ذبحي
وقال تعالى:﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء : 36]
وفي صحيح مسلم من حديث علي رضي الله عنه « لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ ».
٣- الغلو في مدح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
والغلو مجاوزة الحد المشررع وهو محرم من كبائر الذنوب .
قال تعالى:﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ [النساء : 171]
وقال تعالى:﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة : 77]
وفي هذا تحريم الغلو والإطراء في المدح .
وفي صحيح البخاري من حديث عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ - رضى الله عنه - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ تُطْرُونِى كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ » .
وفي هذه الحديث تحريم الغلو في مدح رسول الله وأصحاب الاحتفال يغلون في مدح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إن البوصيري صاحب قد لاذ برسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعند حدوث الحادث العمم وادعى أن الدنيا والآخرة من جود رسول الله عليه وعلى آله وسلم وأنه يعلم علم اللوح والقلم .
وعند الإمام أحمد من حديث عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِى الدِّينِ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِى الدِّينِ ».
وفي صحيح مسلم من حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ». قَالَهَا ثَلاَثًا.
فيه دليل تحريم الغلو
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ حَمْداً كَثِيْراً طَيِّباً مُبَارَكَاً فِيْهِ كَمَا يُحِبُّ ربُنا ويَرْضَى وَأَشْهَدُ أنْ لَّا إلهَ إلَّا اللهُ وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيْماً .
٤- ومن مفاسد الاحتفال بالمولد النبوي النذر لغير الله
قال تعالى:﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾ [الإنسان : 7]
النذر عبادة وصرفها لغير شرك
وقال تعالى: ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج : 29]
وفي هذه الآية الكريمة أن النذر والطواف عبادتان لله سبحانه وتعالى
٥- ومن مفاسد الاحتفال الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله
قال تعالى:﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ﴾ [الأنفال : 9]
وقال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ ﴾ [النمل : 62]
في هذه الآية الكريمة أن الله هو الذي يجيب المضطرّ وأنه يكشف السوء وأنه المعبود وحده لا شريك الله.
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال « اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ».
٦- ومن مفاسد الاحتفال بالمولد النبوي دعاء غير الله
وهو من الشرك الأكبر المخرج من دين الإسلام
قال تعالى:﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر : 60] أي صاغرين ذليلين
عند أصحاب السنن وأحمد من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ ﴿قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ ».
في هذا الحديث أن الدعاء عبادة من العبادات ولا يجوز صرفها لغير الله.
أن كثيراً من أصحاب الاحتفال بالمولد النبوي يخافلون عن هذه الأدلة ويدعون غير الله .
يا أيها الناس كل عبادة لله وحده لا شريك له وصرفها لغير الله شرك أكبر من مخرج من الملة إلا إذا كان يدعو حياً قادراً فيما يستطيع عليه مثل يا فلان فهذا لا يدخل في الشرك .
٧- ومن مفاسد الاحتفال بالمولد النبوي التشبة بأعداء الله من اليهود والنصاري .
قال تعالى:﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد : 16]
في هذه الآية الكريمة تحريم مشابهة أهل الكتاب اليهود والنصارى غيرهم من أعداء الله .
وعند أحمد من حديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِى تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِى وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِى وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ».
وفي الصحيحين من عَائِشَةَ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ برَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةَ لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ، وَهُوَ كَذلِكَ: « لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيائِهِمْ مَسَاجِدَ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا ».
في هذا الحديث تحريم مشابهة اليهود والنصارى.
وقال تعالى:﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (*) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة : 30 ، 31].

تتمة في بعض لمنكرات الواقعة في الاحتفال بالمولد النبوي
٨- إتخاذ عيد لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
الأحداث
إن المحتفلين بالمولد النبوي يتخذونه عيداً
في مسند أحمد من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَتَّخِذُوا قَبْرِى عِيداً وَلاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُوراً وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَىَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِى ».
وعند أبي داود وغيره من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ « مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ». قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ ».
واتخاذ العيد من احتفال المولد النبوي من البدع المحدثة المضلة التي لا دليل عليهم من كتاب ولا سنة وعمل السلف الصالح رضوان الله عليهم .
٩- الاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب
إن اختلاط الرجال بالنساء من من كبائر الذنوب لما فيه من المنكرات والشرور وهو وسيلة الزنا .
في صحيح مسلم من حديث أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِى النِّسَاءِ ».
وفي الصحيحين من حديث أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: « مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ، مِنَ النِّسَاءِ ».
وفي مسلم من حديث عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا حَدَّثَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-أَنَّهُ قَالَ « مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِى النَّاسِ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ».
وفي هذين الحديثين وجوب الحذر والتحذير من الاختلاط بين الرجال والنساء.
١٠- التصفيق وضرب الدفوف
وفي الصحيحين من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَلَغَهُ أَنَّ بَنِى عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ كَانَ بَيْنَهُمْ شَىْءٌ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ فِى أُنَاسٍ مَعَهُ ، فَحُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَجَاءَ بِلاَلٌ إِلَى أَبِى بَكْرٍ - رضى الله عنه - فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ حُبِسَ وَقَدْ حَانَتِ الصَّلاَةُ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ قَالَ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ . فَأَقَامَ بِلاَلٌ وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - فَكَبَّرَ لِلنَّاسِ وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْشِى فِى الصُّفُوفِ حَتَّى قَامَ فِى الصَّفِّ ، فَأَخَذَ النَّاسُ فِى التَّصْفِيقِ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - لاَ يَلْتَفِتُ فِى صَلاَتِهِ ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ الْتَفَتَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُهُ أَنْ يُصَلِّىَ ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَرَجَعَ الْقَهْقَرَى وَرَاءَهُ حَتَّى قَامَ فِى الصَّفِّ ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى لِلنَّاسِ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ « يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا لَكُمْ حِينَ نَابَكُمْ شَىْءٌ فِى الصَّلاَةِ أَخَذْتُمْ فِى التَّصْفِيقِ ، إِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ ، مَنْ نَابَهُ شَىْءٌ فِى صَلاَتِهِ فَلْيَقُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ . فَإِنَّهُ لاَ يَسْمَعُهُ أَحَدٌ حِينَ يَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ إِلاَّ الْتَفَتَ ، يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّىَ لِلنَّاسِ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ » . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - مَا كَانَ يَنْبَغِى لاِبْنِ أَبِى قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّىَ بَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
وفي مسلم من حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ ».
ورب الغزة يقول ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [الأنفال : 35]
وقال العلامة السعدي رحمه الله: يعني أن اللّه تعالى إنما جعل بيته الحرام ليقام فيه دينه، وتخلص له فيه العبادة،فالمؤمنون هم الذين قاموا بهذا الأمر،وأما هؤلاء المشركون الذين يصدون عنه، فما كان صلاتهم فيه التي هي أكبر أنواع العبادات ﴿ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ﴾ أي: صفيرا وتصفيقا، فعل الجهلة الأغبياء، الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم، ولا معرفة بحقوقه، ولا احترام لأفضل البقاع وأشرفها،فإذا كانت هذه صلاتهم فيه، فكيف ببقية العبادات؟". اهـ
١١- إحياء البدع وإماتتة السنن
أصحاب الاحتفال بالمولد النبوي يحيون البدع والخرافات والشركيات ويميتون السنن والآثار السلفية
قال تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء﴾ [ الأنعام : 38 ]
قال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ﴾ [ النساء : 59 ]أي إلى الكتاب والسنة فإذا رددنا الاحتفال بالمولد النبوي إلى الكتاب والسنة يخافهما لما فيه من البدع والمنكرات والشركيات .
وقال تعالى:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [ الأنعام : 153 ]
وقال تعالى:﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [ آل عمران :31 ]
وفي صحيح مسلم من أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى أُبْدِعَ بِى فَاحْمِلْنِى فَقَالَ « مَا عِنْدِى ». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ ».
في صحيح مسلم من حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَيْهِمُ الصُّوفُ فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَبْطَئُوا عَنْهُ حَتَّى رُئِىَ ذَلِكَ فِى وَجْهِهِ - قَالَ - ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ثُمَّ تَتَابَعُوا حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِى وَجْهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَىْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ».
في هذا الحديث الحث على أحياء السنن والحسنات والحذر والتحذير من إحداث البدع والأهواء .
ولقد من قال:
وخيرُ أمورِ الدينِ ما كان سنةً ** وشرُّ الأمورِ المحدثاتُ البدائعُ
ومن قال:
وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر من اتباع من خلف
١٢- ومن المنكرات الحاصلة في الاحتفال بالمولد النبوي أضاعة المال
وفي الصحيحين من حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَمَنعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ».
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ».
في هذين الحديثين تحريم إضاعة المال
وثبت عن عدد من الصحابة بمجموع طرقه أن رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:« لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا فَعَلَ بِهِ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ ».
١٣- وأكل أمول الناس بالباطل والحيل المحرمة .
قال تعالى:﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : 188]
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء : 29]
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾[التوبة : 34]
وفي الصحيحين من حديث أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: « الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مَضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ؛ أَيُّ شَهْرٍ هذَا قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ ذُو الْحِجَّةِ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هذَا قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: فَأَيُّ يَوْمٍ هذَا قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغيْرِ اسْمِهِ قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ قَالَ مُحَمَّدٌ (أَحَدُ رِجَالِ السَّنَدِ) وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذَا فِي بَلَدِكُمْ هذَا في شَهْرِكُمْ هذَا؛ وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلاَ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلاَّلاً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يُكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَن سَمِعهُ فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ يَقُولُ: صَدَقَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ مَرَّتَيْنِ ».
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا ». وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ».
١٤- تعطيل والأعمال والمدارس
الاحتفال بالمولد وتعطيل الأعمال من أجله بدعة محدثة؛
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا أصحابه رضي الله عنهم، ولا أئمة الدي.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » . متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها
١٥- تضييع الأوقات
الواجب الاستفادة من الوقت وعدم تضييعه
وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » .
١٦- الإسراف والتبذير
ومن المنكرات الحاصلة في الاحتفال الإسراف والتبذير هذا من المحرمات
قال تعالى:﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف : 31]
قال العلامة ناصر السعدي رحمه الله:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ﴾ أي: مما رزقكم اللّه من الطيبات ﴿ وَلا تُسْرِفُوا ﴾ في ذلك، والإسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي والشره في المأكولات الذي يضر بالجسم، وإما أن يكون بزيادة الترفه والتنوق في المآكل والمشارب واللباس، وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام.
﴿ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ فإن السرف يبغضه اللّه، ويضر بدن الإنسان ومعيشته، حتى إنه ربما أدت به الحال إلى أن يعجز عما يجب عليه من النفقات، ففي هذه الآية الكريمة الأمر بتناول الأكل والشرب، والنهي عن تركهما، وعن الإسراف فيهما.اهـ
وقال تعالى:﴿ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (*) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء : 26 ، 27].
وقال العلامة السعدي رحمه الله: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ لأن الشيطان لا يدعو إلا إلى كل خصلة ذميمة فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك فإذا عصاه، دعاه إلى الإسراف والتبذير. والله تعالى إنما يأمر بأعدل الأمور وأقسطها ويمدح عليه، كما في قوله عن عباد الرحمن الأبرار ﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما﴾. اهـ
عَنْ عَمْرِو بن العاص رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِى غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلاَ سَرَفَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ ».رواه النسائي وابن ماجة وهو حديث حسن
إنتقاه أبو سهيل بن أحمد الدليمي