الرئسية صوتيات

السبت، 26 ديسمبر 2015

من مخالفات مواسم الاختبارات


         

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:

فإن الاختبارات النهائية على الأبواب ولذلك رأيت التنبيه على بعض ما يقع فيها من بعض المخالفات الشرعية التي لا يقتصر ضررها على ابنائنا أو بناتنا فقط بل تشمل الأسر والمجتمع وذلك من باب الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
فمنها التساهل بالغش والتعاون عليه من قبل الطلاب أنفسهم أو من قبل المعلمين والطلاب أو من قبل مكاتب خدمات الطلاب والله - ﷻ- يقول: {وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
والغش من الآثام الكبيرة لقول النبي -ﷺ-:
«من غشنا فليس منا».
فهذه البراءة من النبي -ﷺ- تقتضي أن العمل الموصوف بذلك من الكبائر وليس من الصغائر والعياذ بالله

فلا يجوز الغش ولا التعاون عليه ولا تسميته تعاوناً وإحساناً ومساعدة فإن تسمية الحرام بالاسم الطيب لا يجعله حلالاً.
ومنها اختراع بعض الأدعية الخاصة بالمذاكرة وعند الفراغ من المذاكرة وعند تسلم ورقة الأسئلة وعند تسليم ورقة الإجابة وعند الخروج من قاعة الاختبار فهذه الأدعية من البدع والمحدثات لأن تخصيص الدعاء لغرض معين يحتاج إلى دليل شرعي وهذه الأدعية لم يرد فيها دليل أنها تخصص لهذه الأوقات والأحوال.

ومن قال إنها مشروعة في هذه الأوقات أو أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها فقد كذب على الله وعلى رسوله -ﷺ- .
ومنها الاستعانة على المذاكرة بالوسائل المحرمة أو الضارة  فمن الوسائل المحرمة تعاطي الحبوب المنشطة بدعوى الاستعانة بها على السهر والجد والاجتهاد فإن الحبوب المنشطة تضر متعاطيها أضراراً بالغة فهي إن أعطت نشاطاً مؤقتا لكن تصاحبها الوساوس وضيف الصدر والارق ويتبعها التخدير والفتور والنبي -ﷺ- نهى عن كل مسكر ومفتر كذلك هي طريق واسع إلى تعاطي المخدرات بأنواعها والعياذ بالله فيجب الحذر منها وممن يروجها وإبلاغ الجهات المسؤولة عنهم.
ومن الوسائل الضارة الإكثار من شرب مشروبات الطاقة وقد قرأنا وسمعنا أن الإكثار منها يسبب كثيراً من الأمراض الخطيرة.
والحفاظ على الصحة من المطالب الشرعية.

فالاستعانة الصحيحة هي الاستعانة بالله تعالى كما قال تعالى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
والاستعانة بالصبر وبالصلاة كما قال تعالى:
 (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
وبرياضة الجسم والمذاكرة وقت النشاط وبإجمام النفس عند حاجتها للنوم والراحة وبالأغذية الطيبة المباحة والاعتدال فيها.
ومنها رشوة الطالب أو ولي أمره لبعض المعلمين لطلب النجاح أو رفع المعدل ، وهذه الرشوة قد تكون صريحة واضحة وقد تكون مغلفة بصورة هدية أو وليمة وضيافة أو تقديم خدمة معينة وفي الحديث:
«لعن رسول الله -ﷺ- الراشي»
 والمرتشي فهي من كبائر الذنوب والعياذ بالله، وما انتشرت الرشى في مجتمع إلا ضعف وهلك.

ومن المخالفات الشرعية والمفاسد الاجتماعية ظاهرة التفحيط بعد الخروج من قاعات الامتحان ولا يخفى عليكم الأضرار البالغة لهذه الممارسات الخطيرة فقد ذهبت بسببها أرواح لا تعد ولا تحصى إضافة إلى الخسائر المادية وتعطيل الطرق وإزعاج الناس في بيوتهم، كما أنها فرصة يستغلها أصحاب النزوات والشهوات والشذوذ الجنسي لتصيد الصغار والعياذ بالله. فأكدوا على أطفالكم وأبنائكم بضرورة سرعة العودة إلى البيوت بعد الاختبارات وتابعوهم وتعاونوا مع الجهات المعنية في القضاء على هذه الظاهرة السيئة.
ومن المخالفات الشرعية إهانة كتب العلم برميها في الطرقات والمزابل وتعريضها للدهس والتدنيس، وهي كتب علم لها حرمتها وفيها كلها أو أكثرها ذكر الله تعالى فحقها التوقير والتقدير والاحترام فإذا انتهت حاجتك إليها فسلمها للمدرسة حتى تتعامل معها التعامل المناسب.

إن التعبير عن الفرح بانتهاء الاختبار لا يجوز بحال أن يكون تعبيراً بأمر محرم بل إذا كانت هذه نعمة فاشكر الله عليها بما يرضيه لا بما يغضبه.

نسأل الله تعالى أن يوفق أبناءنا وبناتنا في اختباراتهم وأن يرزقهم العلم النافع والعمل الصالح والدرجات العالية في الدنيا والآخرة.

كتبه/د.علي بن يحيي الحدادي
           ١٤٣٧/٣/١٤هـ
www.haddady.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق