حراس العقيدة السلفية موجودون
يجب إجلالهم وتقديرهم واحترامهم


الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
أيها السُني السلفي الأثري إعلم أن مِنْ نعم الله على عباده أن هيأ لهم أئمة ودعاة وطلاب علم يفطنون للباطل ويردونه، فينفون بذلك عن دين الله تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين.

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة كما في (مجموع الفتاوى)(9/233):

" والمقصودُ، أنَّ هذه الأُمَّة-ولله الحمد-لم يزلْ فيها مَنْ
يَتَفَطَّنُ لما في كلامِ أهلِ البَاطلِ مِنَ البَاطِلِ ويردَّه، وهمْ لِمَا هدَاهُم اللهُ بهِ، يَتَوَافَقُونَ في قَبولِ الحَقِّ، وردِّ البَاطلِ رَأْياً وروايةً مِنْ غيرِ تَشَاعرٍ ولا تَوَاطؤ"، وهذا يَسْتدعي مِنْ عمومِ أهلِ السُّنَّةِ إجلالهم وتقديرهم واحترامهم وأنَّه مِنَ الواجباتِ عليهم نحوهم؛ لما حملوه من علمٍ نبويٍّ وهديٍ سنّيٍّ ودعوةٍ صافيةٍ.
وهذا الأمر-أعني التَّقدير والإجلال- هو مِنْ ثوابتِ أهلِ السُّنَّةِ، ولا تجوزُ زعْزَعتُهُ و لا الانفكاك عنه بحالٍٍ مِنَ الأحوالِ، ولا يعني هذا ادِّعاء العِصْمةِ لهم، لكنْ في المقابلِ أيضاً لا يعْني أنْ نطَّرِحَهم ونُسيءَ الأدبَ معهم ونَتَطَاول عليهم بعباراتٍ غير لائقة بعيدة عن مسالكِ طلبة العلمِ مع شيوخهم؛ فإنَّ ذلك علامةِ خذلانِ صاحبِها، قال ميمون بن مهران رحمه الله كما في ( تذكرة السامع والمتكلم)(ص172):" لا تُمارِِ مَنْ هم أعلم منك؛ فإذا فعلتْ ذلك خزن عليك علمه ولم تضره شيئاً".
وعن ابن شهاب الزهري رحمه الله قال:"كان سلمة يماري ابن عباسٍ، فحرمَ بذلك خيراً كثيراً)
(المصدر السابق


وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في (مفتاح دار السعادة) (1/66) شارحاً قول النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم (وإن العلماء ورثة الأنبياء..):
".. وفيه أيضاً أمر للأمة
بطاعتهم واحترامهم وتعزيرهم وتوقيرهم وإجلالهم فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على الأمة وخلفاؤهم فيهم، وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين وبغضهم منافٍ للدين كما هو ثابت لموروثهم، وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معادة ومحاربة لله كما هو في موروثهم، قال علي رضي الله عنه محبة العلماء دين يدان به." انتهى كلامه يرحمه الله..